أسرارُ الإعجازِ لمُــصــطــفــى صــادِق الــرافــعِــي -جمعٌ ودراسةٌ وتحقيقٌ لكتابٍ ضائعٍ-

الملخص

تدور قضايا هذا البحث حول محور الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم, هذا المجال الواسع الذي عُنِيَ بكتابات العلماء فيه منذ بداية التأليف في العصور الإسلامية المتقدمة, انطلاقا من الجاحظ, ومرورا بالباقلاني والجرجاني, وانتهاء بالسيوطي, وغيرهم, إلى أن استقر الأمر في يد علماء العصر الحديث, حيث انبرى لهذا الميدان أديب العربية ـــ مصطفى صادق الرافعي ـــ, فدون كتاب (تاريخ آداب العرب) في ثلاثة أجزاء, وأفرد الجزء الثاني منه للإعجاز القرآني والبلاغة النبوية, فكان هذا الكتاب سبقا تاريخيا إبان تلك الحقبة الزمنية, لا يعرف لمعاصريه مشاركته في موضوعه, وكان الكتاب بالنسبة له حافزا قويا دفعه ليخوض غمار البحث في استخراج أسرار الإعجاز في القرآن الكريم.

      جمع الرافعي ـــ قبل أن توافيه المنية ـــ من النصوص القرآنية في دراسته قرابة الثمانين آية, ومع قلة عددها إلاّ أنّ معاصريه بهرتهم طريقة تعامله مع تلك النصوص, وأسلوبه في استخراج أسرارها, فشهدوا له بالتفرد في هذا الميدان, وانتظر الجميع إكمال المشروع وإخراجه للناس, ولكن سبقه الموت إلى ذلك, وبقي الكتاب أوراقا مبعثرة على مكتبه, ينتظر من يخرجه إلى نور المطابع.

      وهذا البحث بصيص من نور, يحاول أن يدل على أثر ذاك السفر الجليل, ولو من بعيد, بالشيء القليل, لعله يكون بادرة أمل في إخراج بعض ما يمكن الحصول منه.