القاموس المدرسي المصّور وتنمية القدرات اللّغوية لذوي التّوحد المدمجين مدرسيا

الملخص

     تسعى هذه الدّراسة إلى تقديم عمل خاصّ بفئة ذوي الإعاقة الذّهنية المدمجين مدرسيا المتمثّل في إعداد قاموس مصور لهم، وقد اخترت في مداخلتي فئة التّوحد، وذلك باعتماد كتاب السّنة الأولى من مرحلة التّعليم الابتدائي، كمدونة لحصر الألفاظ الصّعبة من خلال عمليّة الجرد، وتصنيفها ألفبائيا، وشرح مداخل المعجم بلغة عربيّة ميسّرة، وذلك بالحرص على سنّ المتعلّم ، فأظهرت النّتائج عناية واضعي المعاجم المصوّرة المدروسة بالأسماء والأفعال على حساب مجالها التّي لها صلة بالحياة الاجتماعيّة ، كالعائلة، المدرسة، الشّارع، والحياة الصحيّة كجسم الإنسان والغذاء إلخ..ممّا جعلني أصنّف كلّ كلمة حسب مجالها، حتّى يقتضي توضيح الصّورة مع مجالها المناسب.

    ونحن نوصي بتأليف قاموس مدرسي مصور بالنّظر إلى الصّورة وما يتصل بها كونها عنصرا مهمّا ، وداعما لهذه الفئة حتّى تتمكّن هذه الفئة من توظيفها في مختلف المجالات المتّصلة بشخصية المتعلّم ، ومحيطه وبيئته وثقافته. فالقاموس أداة لا يستغني عنها أيّ دارس ، مهما كان المجال الذّي ينشط فيه، فهو عالم واسع يجد فيه الطالب ضالته، وهو وسيلة لتعلّم اللّغة والإحاطة بها، وسبر أغوارها، في الرّسومات، الألوان والأشكال ، وعليه الإشكاليّة التّي تبقى مطروحة: كيف يتفاعل الأطفال المصابون بالتّوحد بما هو لغوي، و مصوّر في المعجم المدرسي؟ وكيف تثري الصّور الموظّفة في القاموس المدرسي حسب نوع الكلمة من جهة ، وحسب المجال الذّي ينتمي إليه من جهة أخرى؟ وماهي الجوانب التّي يتّم التّركيز عليها لتصوير الكلمات والأشياء ولم تتم العناية بوحدات معجمية دون أخرى؟ كلّ ذلك سنحاول الإجابة عليه من مداخلتنا بوصفه وسيلة تعليميّة داعمة للمعاقين ذهنيا المدمجين مدرسيّا